languageFrançais

غازي العيادي يعود إلى المهرجانات بسهرة 'حبيت زماني' في الحمامات

عاش جمهور الدورة التاسعة والخمسين من مهرجان الحمامات الدولي ليلة استثنائية مساء الجمعة 1 أوت 2025 مع الفنان التونسي غازي العيادي، الذي عاد إلى المهرجانات بعد غياب بسهرة حملت عنوان ''حبيت زماني''، بقيادة المايسترو يوسف بالهاني.

عودة طال انتظارها

مع دقات الساعة العاشرة وتسع دقائق، انطلقت السهرة بأغنية ''سيدي حبيبي''، لتفتح بابًا على رحلة موسيقية امتدت لثلاثة عقود من الإبداع.

العيادي، المعروف كـمطرب وملحن وصاحب بصمة خاصة، جمع بين الطرب الأصيل والأغاني الرومانسية المعاصرة، ليُعيد إلى ذاكرة الحاضرين أجمل ما قدّمه على امتداد مسيرته.

الحفل لم يكن مجرّد عرض موسيقي، بل محطة فنية مميزة، عبّرت عن وفاء الفنان لجمهوره الذي ملأ المدارج من مختلف الأجيال: أطفال، شباب، كهول وشيوخ، جميعهم تفاعلوا مع أغانيه وردّدوا كلماته عن ظهر قلب.

مفاجآت على الركح

الليلة حملت الكثير من المفاجآت، أبرزها صعود الفنان أيمن لسيق، الذي تقاسم مع العيادي أجمل نجاحاتهما المشتركة، على غرار أغنية ''صبرك عليّا''. كما أدى العيادي رائعة ''ونبي لو جاني'' التي لحنها للفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، في لمسة تؤكد إشعاع ألحانه خارج حدود تونس.

أما المفاجأة الكبرى، فكانت صعود معز العيادي، شقيق الفنان، لأول مرة على الركح، ليشاركه غناء ''رضاية الوالدين'' أمام والدتهما الحاضرة في الصفوف الأمامية، لحظة مؤثرة تفاعل معها الجمهور بالتصفيق والهتاف.

وفاء لروح الراحلين

خصص غازي العيادي فقرة لتكريم رموز تونسية رحلت عن عالمنا، مثل ذكرى محمد، ومنيرة حمدي، وفائزة المحرصي وحسن الدهماني، قائلاً: ''يفتقدهم المسرح ويفتقدهم الجمهور…رسالتي للشباب أن يبتعد عن الحسد والمكائد وأن يستثمر وقته في العمل والإبداع، لأن ذلك هو الطريق الوحيد للنجاح.''

حضور رسمي وتفاعل جماهيري

شهدت السهرة حضور نقيب المهن الموسيقية ماهر الهمامي، الذي عبّر عن إعجابه بوزن غازي العيادي الفني قائلاً إنه ''من العيار الثقيل في الساحة التونسية''، لكنه لم يُخفِ انزعاجه من اختلال التوازن في برمجة المهرجانات بين العروض المحلية والعروض الأجنبية.

الجمهور كان على موعد مع أغنية تونسية جديدة قدّمها العيادي لأول مرة، بكلمات تقول: ''إن شاء الله ديما زاهي… منحبش الي يعس عليّا والي ديما لاهي بيا.''

كما أدى باقة من أغانيه الشهيرة مثل ''بعترفلك'' و''مش طبعنا'' ، ولم ينسَ الأغاني الموجهة للأم على غرار ''رضاية الوالدين''، إضافة إلى ''سلطانة'' وغيرها من الروائع.

رسالة لفلسطين

في لحظة وجدانية على الركح، وجّه غازي العيادي تحية إلى الشعب الفلسطيني المقاوم و المناضل طيلة سنوات من القهر مؤكدًا أنّه يتمنى أن تفرج في أقرب الآجال.

امتنان الفنّان

عبّر غازي العيادي  عن سعادته بالعودة إلى مهرجانات تونس بعد سنوات من الغياب، معتبرًا أنّ لسهرة “حبيت زماني” طعمًا خاصًا بالنسبة له، وأنّ الوقوف أمام جمهور الحمامات حلم طال انتظاره، مشددًا على أنّ أي فنان مهما بلغ من مراتب يظل في حاجة إلى دعم جمهوره وإلى التفاتة من السلطات الثقافية.

من “موزاييك” إلى “حبيت زماني”

أوضح العيادي أنّ العرض كان في البداية يحمل عنوان “موزاييك” باعتباره يجمع بين عناصر فنية متعددة، لكنه فضّل في النهاية أن يحمل اسم “حبيت زماني”، الأغنية التي مضى على إنتاجها أكثر من أربعة عشر عامًا وما تزال الأقرب إلى قلبه وقلب الجمهور.

تصريحات  في الندوة الصحفية

في الندوة الصحفية التي تلت الحفل، أبدى غازي العيادي امتنانه للصحفيين الذين ساهموا، كما قال، في إيصال صوته إلى الناس، مؤكّدًا أنّ ظهوره لأول مرة على ركح الحمامات بعد أكثر من ثلاثين سنة من العطاء منحه شعورًا ممزوجًا بالذهول والفرحة. 

وأقرّ أنّه لم يأخذ حظّه الكامل في المهرجانات خلال مسيرته، مبدياً أسفه لأنّ “ليس كل شيء يُقال”، كما أوضّح أنّه بعد الثورة تمّ اتهامه ظلمًا بموالاة لسلطة معينة. لكنه شدّد على أنّ الأمور بدأت تتغيّر وأنّ هذه السهرة تمثّل بالنسبة له انطلاقة جديدة لجولة فنية قادمة.

ليلة ختمت بوعد جديد

السهرة لم تكن مجرد عودة إلى المسرح، بل بداية مرحلة فنية متجدّدة. غازي العيادي أثبت أنّ “حبيت زماني” ليست فقط أغنية ناجحة، بل عنوان مسيرة طويلة من الحب والوفاء والعطاء، ورسالة تؤكد أنّ الجمهور التونسي ما زال متعلقًا بصوته وألحانه كما لو أنّ الزمن توقّف عند أجمل لحظاته الفنية.

*ليندا بلحاج